![](https://static.wixstatic.com/media/f397d7_8119a106512f4f678437d9fc6c67d9cd~mv2.jpeg/v1/fill/w_980,h_653,al_c,q_85,usm_0.66_1.00_0.01,enc_auto/f397d7_8119a106512f4f678437d9fc6c67d9cd~mv2.jpeg)
شباط العاشر.
عبء يجتاحني، لماذا فعلت ما فعلته؟ لا شيء يبرر ما ارتكبته من أذى وما خاطرت به في تلك اللحظات المتهورة، كنت معمية جدًا عن الواقع.. ولم أملك ما كان يرشدني للمنطق. بشكل غير عقلاني تمامًا، أقحمت نفسي في كومة من الأخطاء.. ولا يجاورها الآن غير الندم. قلبي يعتصر من الألم، لفترة لم تدم طويلًا كنت أشعر بالخدر تجاه كل ذلك الألم، ولم ألتفت له أبدًا.. في الواقع! نسيت أمره تمامًا ولفترة محدودة جدًا تحررت من براثنه. كُنت سعيدة.. سعيدة جدًا. كنت أشعر بسعادة لا منتهى لها، وكأنما العالم بأكمله قد خُلِق لي.
كنت واقعة بحب الحياة وبكل مافيها، واقعة بنفسي، بجانب المحيط الهائج والهادئ من روحي، فخورة بكل ما أحمله من أخطاء، لا توابع لها.. لأن العالم ملكي لكي أدمره. والآن.. لم أعد أرى أي جانب لهذا الوجود، لا جيد ولا سيء، لا هدف ولا دافع للحياة.. فقط لا شيء. مجرد كينونة لا معنى لها. كل تلك السعادة أصبحت في طيّ النسيان. وانتهيت بالشعور بمرارة الواقع، وحمل ثقيل على كتفاي يدعى بالحياة.
حياة، أو بالأحرى سجن حُكمت للأبدية فيه، مجرد عقاب. عقاب لا أظن أنّي سأصمد حتى ينتهي..
المغيب.
كل ما أسمعه في رأسي هو تشوش لكل الأفكار والمشاعر التي كنت أحملها معي كقارب نجاة، وأحلامي أيضًا.. كلها متقطعة ومتشتتة، لا أستطيع أن أصل لأي أحدٍ منها.. كل ما كنت أرتكز عليه، ملاذي الذي كنت ألجئ إليه عندما أفقد طريقي.. أصبح محبوسًا في زاوية ما داخل رأسي لا أستطيع الوصول إليها. لا شيء يحمل معنى بعد الآن، أنا فقط أطفو في فضاء فارغ.
لا شيء ينتمي إلى أي شيء، وجودي بحد ذاته خطيئة.. شائبة في النظام لا تستحق أن تذكر.
منتصف الليل.
يبتلعني ذلك الفراغ كاملًا، أغرق فيه وألفظ أنفاسي الأخيرة كإنسان. أصبحت مجرد كتلة من الأسى تغرق إلى القاع.
روح تائهة.
أنا تائهة جدًا.. ووحيدة جدًا.
كل ما كنت أحلم به ذهب مع الريح. لن يتم سماعي وسيبتلعني النسيان أيضًا.. وهذه.. حياة لا أُريد أن أُحييها.
الثالثة فجرًا.
أستفرغ كل ما جلبته لي نوبة الأكتئاب هذه في مذكراتي، لعل الكتابة ستنقذني الآن كما كانت تفعل دائمًا. ما أظن أني أحتاجه الآن هو أن أثقب جسدي لكي يفيض هذا الحزن الموجود داخلي إلى الخارج..
ليلوذ بالفرار بعيدًا عني وربما لروحي أن تفر من هذا الجسد المشوه معه، وللسعة الألم أن تشتتني عن ما يجري في داخلي من حروب. أنا مستعدة لتجربة كل ما بإمكانه أن يحررني من هذا العناء. مستعدة جدًا للمخاطرة بجسدي كيّ أُنقذ عقلي من هذا الإكتئاب.
![](https://static.wixstatic.com/media/f397d7_827c289da0f64d62b39b5c712da73275~mv2.jpg/v1/fill/w_600,h_350,al_c,q_80,enc_auto/f397d7_827c289da0f64d62b39b5c712da73275~mv2.jpg)
Comments